
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الاثنين، عدم وجود نية لإجراء مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي، كما دعا أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إلى مراجعة العقيدة السياسية الخارجية للبلاد.
مقال مقترح: مقتل ثلاثة أشخاص وهروب مئة سجين من مؤسسة عقابية في تشاد
وفي هذا السياق، أوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن “الإدارة الأمريكية استغلت جولات الحوار السابقة للعدوان على إيران، وخانت الدبلوماسية”، مشدداً على أن “الشرط الأساسي لاستئناف أي مفاوضات هو تغيير السلوك والرؤية الأمريكيين تجاه أصل التفاوض”.
وأشار بقائي إلى أن إيران “لن تتردد في انتهاج الدبلوماسية متى رأت أن مصلحتها القومية يمكن أن تتحقق من خلال التفاوض”، موضحاً أن المحادثات الأخيرة مع الدول الأوروبية تركزت على موضوعين رئيسيين هما: البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات، معبراً عن رفضه للروايات الأوروبية التي وصفها بأنها “غير منسجمة مع حقيقة ما جرى”.
وأكد بقائي أن إيران تعارض تماماً لجوء أوروبا إلى تفعيل آلية “سناب باك”، معتبراً أن هذه الدول تفتقر إلى الصلاحية القانونية لذلك، وأن طهران أبلغت هذا الموقف بشكل واضح وسريع.
كما أكد أن “طهران سترد بحزم إذا اتُخذ مثل هذا الإجراء”، مجدداً التأكيد على أن أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران ستستمر، وأن عضوية إيران في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية يجب أن تؤمّن لها كامل حقوقها، بما في ذلك الحق في تخصيب اليورانيوم للطاقة النووية السلمية.
وحمل بقائي الحكومة الألمانية مسؤولية قانونية دولية، على خلفية استخدام القوات الأمريكية لقاعدة ألمانية في تنفيذ عمليات ضد إيران ودول أخرى، مشيراً إلى أن استخدام أراضي دولة ما ضد دولة ثالثة ينتهك بوضوح القانون الدولي، مضيفاً أن إيران تمتلك أدلة وشهادات على تورط القاعدة الأمريكية في تلك الأعمال منذ سنوات.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن زيارة مرتقبة لأحد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران خلال الأسبوعين المقبلين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة ستخصص لمناقشة الجوانب الفنية للملف النووي الإيراني.
وأضاف بقائي أنه سيتم تقديم دليل إرشادي بشأن مستقبل تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بناءً على مشروع قانون أقره البرلمان مؤخراً يفرض قيوداً على هذا التعاون.
إلى ذلك، طالب أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني بمراجعة العقيدة السياسية الخارجية، حيث أكد النواب خلال اجتماع اللجنة مع الرئيس مسعود بزشكيان ضرورة إعطاء الأولوية للقوات المسلحة وتعزيز القدرات الدفاعية في مشروع موازنة العام الإيراني المقبل.
وأوضح المتحدث باسم اللجنة، إبراهيم رضائي، في تصريح لوسائل إعلام محلية، أن النواب شددوا خلال اللقاء على أهمية تزويد القوات المسلحة والمراكز الحدودية بالمعدات اللازمة، وتطوير العلاقات مع الدول المجاورة، ومواكبة التكتلات الجديدة في السياسة الدولية.
من نفس التصنيف: استكشف أبرز التعديلات والتوجهات في قانون الإجراءات الجزائية في الجزائر من خلال مراجعة شاملة
كما دعا النواب إلى تحرك دبلوماسي فاعل لدعم سكان غزة، وإحياء العلاقات مع الدول المؤثرة، والتعامل بندية مع القوى الكبرى، خاصة مجموعة 5+1، والتصدي الحازم في حال تفعيل “آلية الزناد”، إضافة إلى ضرورة بناء ردع نووي، ومراجعة العقيدة السياسية الخارجية الإيرانية، وتوثيق جرائم إسرائيل داخل إيران.
وأوضح رضائي أن “أعضاء اللجنة أطلعوا الرئيس بزشكيان على أبرز مخاوفهم وتوجهاتهم، التي تمحورت حول قضايا الأمن القومي، وتعزيز القدرات الدفاعية، وتطوير السياسة الخارجية بما يتماشى مع التحديات الإقليمية والدولية”.
وأشار رضائي إلى أن أعضاء اللجنة شددوا على أهمية الانسجام بين الحكومة والبرلمان، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة داخلياً من خلال تحسين معيشة منتسبي القوات المسلحة، والتصدي للمديرين المقصرين، وتفعيل استراتيجية الدفاع المدني في القطاعات الحيوية.
مقال مقترح: بسياق “إسقاط طائرة السادات” .. حكاية تهديد حافظ الأسد باغتيال رئيس لبنان السابق
التعليقات