قادة الاتحاد الأوروبي ينقسمون بعد إعلان ترامب عن الاتفاق التجاري الجديد

بعد أشهر من تصاعد الخلافات التي كادت تؤدي إلى نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب قضية الرسوم الجمركية، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن توصل بلاده والاتحاد الأوروبي إلى إطار عمل لاتفاقية تجارية، وصفها بأنها «أكبر اتفاق» يتم إبرامه بين الجانبين، وقد أثار هذا الاتفاق جدلاً واسعاً بين دول الاتحاد، حيث رحب به البعض بينما اعتبره آخرون إخفاقاً أوروبيًا واستسلامًا لشروط واشنطن.

بعد محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في تيرنبيري باسكتلندا، أعلن ترامب عن فرض ضريبة تصل إلى 15% كحد أقصى على معظم الواردات من دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، بما في ذلك الأدوية وأشباه المواصلات والسيارات، التي تفرض عليها حالياً رسوم قيمتها 27.5%.

كما تنص الصفقة على عدم فرض الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أي رسوم جمركية على جميع الطائرات ومكوناتها وبعض المواد الكيماوية والمنتجات الزراعية والموارد الطبيعية والمواد الخام الأساسية، بينما ستظل الرسوم الجمركية على صادرات أوروبا من الصلب والألومنيوم عند 50%، لكن «فون دير لاين» أكدت أن هذه الرسوم ستخفض لاحقًا وستستبدل بنظام الحصص.

في المقابل، أعلن ترامب أن الاتحاد الأوروبي وافق على شراء عقود طاقة بقيمة 750 مليار دولار من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ضخ استثمارات بقيمة 600 مليار دولار داخل الولايات المتحدة، مضيفًا: «سيتم فتح جميع البلدان للتجارة مع الولايات المتحدة بدون تعريفات جمركية، مقابل شراء كمية هائلة من المعدات العسكرية».

ووصف ترامب الاتفاق بأنه «الأكبر على الإطلاق»، بينما اعتبرت فون دير لاين أنه سيحقق «الاستقرار والقدرة على التنبؤ» في العلاقات التجارية.

هذا وقد أثار الاتفاق جدلاً بين قادة الاتحاد، حيث اعتبره البعض إنجازًا جنب أوروبا حربًا تجارية ومزيدًا من السياسات الحمائية من جانب ترامب الذي لوح سابقًا بفرض رسوم تصل إلى 30% على المنتجات الأوروبية بحلول أغسطس المقبل، في حال فشلت المفاوضات.

بينما اعتبره آخرون بداية عصر جديد من الحمائية الأمريكية، إذ أن متوسط الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الأوروبية كان نحو 4.8% فقط قبل قرارات ترامب.

في هذا السياق، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إن «بفضل هذا الاتفاق، تم تجنب نزاع تجاري كان من شأنه أن يوجه ضربة قاسية للاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير»، مشيرًا إلى أن تداعيات هذا النزاع كانت ستطال قطاع صناعة السيارات بشكل خاص، مرحبًا بما وصفه بـ”تجنب تصعيد غير ضروري في العلاقات التجارية عبر ضفتي الأطلسي». كما اعتبرت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، أن الاتفاق التجاري جنب أوروبا عواقب مدمرة محتملة.

في المقابل، انتقد بعض قادة أوروبا الاتفاق، حيث وصفه رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا بايرو، بأنه «استسلام أوروبي»، وقال إن «أوروبا خضعت لشروط أمريكا في اتفاق تجاري سيء»، فيما اعتبر رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، أن الاتفاق التجاري «سيء للغاية»، معتبرًا أن فشل رئيسة المفوضية الأوروبية في التفاوض مع ترامب كان متوقعًا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *