أديس أبابا تستضيف قمة عالمية لتأسيس تحالف جديد يهدف لإنقاذ ملايين الجوعى

انطلقت أعمال قمة الأمم المتحدة الثانية لأنظمة الأغذية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحت شعار “بناء نظم غذائية مرنة ومستدامة للقضاء على الجوع”، حيث شهدت القمة دعوات قوية لإصلاح المنظومة الغذائية العالمية، وتمكين القارة الأفريقية من أداء دور قيادي في هذا المجال.

تُنظم القمة بالتعاون بين إثيوبيا وإيطاليا والأمم المتحدة، وشارك فيها رؤساء كينيا والصومال وجزر القمر، بالإضافة إلى نواب رؤساء الدول والحكومات، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن “أفريقيا قادرة على قيادة تحول عالمي في أنظمة الغذاء، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والتضامن الدولي”، مشيرًا إلى أن القارة تمتلك إمكانيات زراعية وموارد طبيعية تؤهلها لتكون محورًا عالميًا في إنتاج الغذاء المستدام.

من جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن الأمن الغذائي لم يعد خيارًا بل ضرورة حتمية، داعيًا الدول إلى تبني سياسات بيئية شاملة تعزز التنوع البيولوجي وتقلل من الاعتماد على المنتجات المستوردة، مضيفًا في كلمة عبر الفيديو: “ينبغي أن يُتاح الغذاء الآمن والمغذي للجميع، وهذا يتطلب مشاركة فاعلة من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني على حد سواء”

وحذر غوتيريش من التكلفة الباهظة لهدر الغذاء عالميًا، مؤكدًا أن “تريليونات الدولارات تُهدر سنويًا بسبب سوء إدارة الموارد الغذائية”، داعيًا إلى إصلاح منظومة الإنتاج والتوزيع، وتوفير تقنيات حديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي للمزارعين لتحسين الإنتاج وضمان الأمن الغذائي طويل الأجل.

في السياق ذاته، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، إن الفشل في تحقيق الأمن الغذائي بات يمثل تهديدًا للأمن والاستقرار العالمي، ويُغذي دوامة “اليأس، والصراع، والإرهاب، والهجرة”، موضحة أن “10% من سكان العالم يعانون من ضائقة غذائية شديدة، وفي أفريقيا يرتفع الرقم ليصل إلى واحد من كل 5 أشخاص”، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً ومنسقًا.

وأشارت ميلوني إلى أن استضافة إيطاليا للقمة بالشراكة مع إثيوبيا “ليست فقط تعبيرًا عن عمق العلاقات بين البلدين، بل أيضًا رغبة حقيقية في تمكين أفريقيا من لعب دور فاعل في معالجة التحديات الدولية الكبرى”، مؤكدة أن هذه القمة تشكّل محطة استراتيجية لتعزيز التعاون متعدد الأطراف وبناء موقف عالمي موحد لمواجهة أزمة الغذاء.

وشددت ميلوني على أن النزاعات العالمية، خاصة الحرب في أوكرانيا، عمّقت من الأزمة وأبطأت الاستجابة الدولية، مما يجعل الحاجة إلى حلول مشتركة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

ومن المنتظر أن تناقش جلسات المؤتمر التي تستمر حتى الثلاثاء، مجموعة من القضايا المحورية في سبيل تحقيق الأمن الغذائي العالمي، من بينها الزراعة الذكية مناخيًا، الحوكمة الشاملة، آليات التمويل، وحقوق المجتمعات المهمشة، كما تسلط الضوء على التحديات المتزايدة الناتجة عن النزاعات المسلحة وتغير المناخ، وتأثيرها المباشر على سلامة الأغذية ومعيشة الملايين حول العالم.

وتندرج هذه القمة ضمن الجهود الأممية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وعلى رأسها القضاء على الجوع، كما توفر منصة لتبادل الخبرات والنجاحات العملية في بناء نظم غذائية شاملة ومستدامة ومرنة، مع تقييم مدى التقدم على الصعيد العالمي.

ويتوقع أن تسفر عن إطلاق تحالفات جديدة بين القطاعين العام والخاص لتمويل مشاريع الزراعة المستدامة وتعزيز سلاسل توريد الغذاء، بما يدعم القدرة على الصمود أمام الأزمات المستقبلية ويعزز الأمن الغذائي العالمي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *