استئناف المحادثات بين أمريكا والصين هل يفتح آفاق إنهاء الحرب التجارية؟

تستعد الولايات المتحدة والصين لبدء جولة جديدة من المحادثات يوم الاثنين، مع تزايد التوقعات بأن أكبر اقتصادين في العالم قد يتوصلان إلى اتفاق لتمديد هدنة الحرب التجارية بينهما لمدة 90 يوما.

تأتي هذه الاجتماعات في السويد، حيث يقود الجانب الأمريكي وزير الخزانة سكوت بيسنت، بينما يمثل بكين نائب رئيس الوزراء هي ليفينج، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق إطاري بشأن الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن تنتهي الهدنة الحالية التي استمرت 90 يوما بين الولايات المتحدة والصين، والتي شهدت خفض التعريفات الجمركية مؤقتا بين البلدين، في 12 أغسطس.

منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، رفعت الولايات المتحدة والصين الرسوم الجمركية على الواردات من بعضهما إلى أكثر من 100%، وجاء تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما بعد لقاءات كبار المسؤولين من الجانبين في جنيف ولندن في وقت سابق من هذا العام.

وفي الأسبوع الماضي، أعرب بيسنت عن تفاؤله بشأن المحادثات مع الصين، مشيرا إلى أن الجولة الجديدة من المحادثات قد تؤدي إلى هدنة ثانية.

وذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست ومقرها هونج كونج، نقلا عن مصادر من الجانبين، أن هناك توقعات بتمديد الهدنة بين الولايات المتحدة والصين لثلاثة أشهر أخرى.

في الوقت نفسه، أفادت صحيفة فاينانشال تايمز بأن الولايات المتحدة جمدت القيود على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، وذلك لتجنب التأثير السلبي على محادثات التجارة، ولتسهيل عقد اجتماع بين ترامب والرئيس شي جين بينج هذا العام.

تعتبر صادرات التكنولوجيا، وخاصة الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، من النقاط الرئيسية في النزاع التجاري.

وقد أعرب مسؤولون أمنيون أمريكيون عن قلقهم من احتمال استخدام الجيش الصيني للرقائق الأمريكية المتطورة لدعم شركاته في سباق الابتكار.

تأتي هذه المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين بعد أن توصلت واشنطن إلى صفقات مع كل من الاتحاد الأوروبي واليابان في الأسبوع الماضي، حيث أعلن ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن إطار اتفاق تجاري.

هذا الاتفاق أنهى مواجهة استمرت عدة أشهر بين اثنين من أكبر الشركاء الاقتصاديين في العالم، وفي الأسبوع الماضي، أكد ترامب أن واشنطن توصلت إلى اتفاق تجاري “ضخم” مع طوكيو.

بموجب هذا الاتفاق، ستستثمر اليابان 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، في حين ستخضع السلع اليابانية المباعة إلى أمريكا لضريبة بنسبة 15% عند وصولها، وهو أقل من التعريفة الجمركية البالغة 25% التي هدد ترامب بفرضها.

كما أبرمت الولايات المتحدة اتفاقيات بشأن الرسوم الجمركية مع المملكة المتحدة وإندونيسيا وفيتنام، حيث تفاوضت بريطانيا على أدنى معدل تعريفة جمركية في الولايات المتحدة حتى الآن بمعدل 10%.

ومع ذلك، لا يُتوقع حدوث تقدم مماثل في المحادثات بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع، ولكن مع توقعات بتمديد الهدنة بينهما، تظل هناك آمال في ألا تتأثر التجارة العالمية باضطرابات جديدة بسبب الرسوم الجمركية.