
وصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة بأنه مدمّر، ودعت تل أبيب إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء وجودها غير القانوني المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة على ضرورة أن تعمل جميع الأطراف لتحقيق تقدم فعلي نحو حل الدولتين.
أوضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ عدة أيام، وأن الناس يتعرضون لإطلاق النار لمجرد محاولتهم الحصول على الطعام لأسرهم، واصفًا الأزمة في غزة بأنها مدمّرة.
ممكن يعجبك: أمريكا تقرر إغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس وتأثير ذلك على العلاقات السياسية
وذكر فليتشر في بيان أصدره مساء الأحد، أن بعض القيود المفروضة على الحركة قد خُففت، حيث تشير التقارير الأولية إلى جمع أكثر من 100 شاحنة من المساعدات، ورغم اعتباره ذلك تقدمًا، إلا أنه شدد على ضرورة توفير كميات هائلة من المساعدات لمنع المجاعة والأزمات الصحية الكارثية، مشيرًا إلى أن فرق الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني تعمل بجد لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح.
وأكد على أهمية العمل المستدام والعاجل، بما في ذلك تسريع إصدار التصاريح للقوافل المتجهة إلى المعابر ثم إلى داخل غزة، ووقف الهجمات على الأشخاص الذين يسعون للحصول على الغذاء.
كما شدد على ضرورة السماح بدخول الوقود بشكل مستدام بالكميات المطلوبة لاستمرار العمليات الإنسانية، مشيرًا إلى أن العالم يحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأنه لن يتوقف عن العمل من أجل إدخال المساعدات المنقذة للحياة.
اقرأ كمان: ألمانيا تدعو مجموعة السبع لتوحيد الجهود من أجل إنهاء النزاع بين إسرائيل وإيران
من جانبه، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى اتخاذ خطوات فورية من قبل إسرائيل لإنهاء وجودها غير القانوني المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل من قبل جميع الأطراف لتحقيق تقدم ملموس نحو حل الدولتين.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن معدلات سوء التغذية قد وصلت إلى مستويات مقلقة في غزة، مع تزايد الوفيات بسبب الجوع خلال شهر يوليو الجاري.
وأشارت المنظمة إلى تسجيل 74 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025، منها 63 حالة خلال الشهر الجاري، بما في ذلك 24 طفلًا تحت سن الخامسة، وطفل فوق الخامسة، و38 بالغًا.
وأكدت المنظمة أن هذه الأزمة كانت قابلة للتجنب، وأن التأخير المتعمد في إدخال المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية قد أدى إلى العديد من الوفيات.
كما أشارت الصحة العالمية إلى أن الجوع ليس السبب الوحيد للوفيات، حيث يموت الأشخاص أثناء بحثهم اليائس عن الطعام، مما يجبر الأسر على المخاطرة بحياتها للحصول على حفنة من الغذاء في ظروف خطرة للغاية، ومنذ 27 مايو الماضي، قُتل أكثر من 1060 شخصًا وأصيب 7200 أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
ودعت المنظمة إلى بذل جهود عاجلة ومستدامة لإدخال كميات كبيرة من الغذاء المتنوع والمغذي، وتعجيل توصيل الإمدادات العلاجية للأطفال والمجموعات الضعيفة، بالإضافة إلى الأدوية والإمدادات الأساسية.
بدورها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن إعلان إسرائيل بشأن الهدن الإنسانية لزيادة توصيل المساعدات إلى غزة يعد فرصة للبدء في عكس الكارثة الحالية وإنقاذ الأرواح.
وأشارت يونيسف إلى أن الأطفال في غزة، منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس الماضي، يعيشون في كابوس ويعانون من نقص حاد في الأساسيات اللازمة للبقاء، حيث يعاني جميع السكان الذين يزيد عددهم عن مليوني شخص من انعدام حاد للأمن الغذائي، حيث لم يأكل واحد من كل ثلاثة أشخاص منذ أيام، ويمثل الأطفال 80% من جميع الوفيات المرتبطة بالجوع.
وأوضحت المنظمة أنها تمكنت في شهر يوليو الجاري فقط من توصيل 147 شاحنة محملة بإمدادات التغذية، بما في ذلك طعام الأطفال والحليب، إلى داخل غزة، مؤكدة استعدادها لزيادة هذا العدد وضمان دخول المزيد من المساعدات المنقذة للحياة بالحجم المطلوب لإعادة الأمل للسكان المنهكين.
إلى ذلك، رحب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأنباء استعداد إسرائيل لتنفيذ هُدن إنسانية، وإنشاء ممرات إنسانية لتيسير التحرك الآمن لقوافل الأمم المتحدة التي تقوم بإيصال الإمدادات الغذائية الطارئة والمساعدات الأخرى لسكان غزة.
وأكد البرنامج أنه يمتلك ما يكفي من الغذاء لإطعام جميع سكان غزة، البالغ عددهم 2.1 مليون شخص، لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، حيث تأتي هذه التعهدات الجديدة لتحسين الظروف التشغيلية، بالإضافة إلى تأكيدات سابقة من إسرائيل بشأن تعزيز تيسير المساعدات الإنسانية، والتي تشمل السماح بدخول المزيد من الشاحنات إلى غزة، وتسريع إصدار الموافقات والتراخيص، واستخدام طرق بديلة داخل القطاع، وضمان عدم وجود قوات مسلحة أو إطلاق نار قرب القوافل، وتمكين المنظمات الإنسانية من استيراد واستخدام معدات الاتصال الضرورية لتنسيق توصيل المساعدات.
وعبر برنامج الأغذية العالمي عن أمله في أن تسمح تلك التدابير بزيادة وصول المساعدات الغذائية اللازمة للسكان الجوعى دون أي تأخير.
التعليقات