
نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، اليوم الإثنين، عن مصدرين مطلعين لم تكشف عن هويتهما، أن الولايات المتحدة فقدت حوالي 25% من مخزونها من صواريخ «ثاد» الاعتراضية المتطورة خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل.
ووفقًا لهذين المصدرين، ساعدت القوات الأمريكية إسرائيل في الدفاع خلال هذه الحملة باستخدام أكثر من 100 صاروخ ثاد، وربما حتى 150 صاروخًا.
ممكن يعجبك: الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده للتعاون مع موسكو لتعزيز مكانة الأمم المتحدة وحمايتها
وأوضح مسؤولون دفاعيون أمريكيون سابقون وخبراء صواريخ للشبكة الأمريكية، أن الانسحاب السريع من الحرب أثار مخاوف بشأن الوضع الأمني العالمي لأمريكا وقدرتها على تجديد الإمدادات بسرعة.
ورفض مسؤول دفاعي لم يُذكر اسمه تقديم معلومات لـ«سي إن إن» عن مخزون الولايات المتحدة من نظام ثاد بسبب المخاوف الأمنية التشغيلية، لكنه أكد أن وزارة الدفاع تظل مستعدة للرد على أي تهديد.
مواضيع مشابهة: جرحى جراء هجوم روسي على المدن الأوكرانية
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة أنتجت 11 صاروخًا اعتراضيًا جديدًا من طراز ثاد، ومن المتوقع أن تتلقى 12 صاروخًا آخر فقط في السنة المالية الحالية، وفقًا لتقديرات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026.
وعند استفسارات حول مخزون الولايات المتحدة من نظام «ثاد» ونفقات الصواريخ الاعتراضية خلال الصراع الذي استمر 12 يومًا، قال المتحدث باسم البنتاجون، كينجسلي ويلسون: «الجيش الأمريكي في أقوى حالاته على الإطلاق، ولديه كل ما يحتاجه لتنفيذ أي مهمة في أي مكان وفي أي وقت، في جميع أنحاء العالم. وإذا كنتم بحاجة إلى دليل آخر، فما عليكم سوى النظر إلى عملية مطرقة منتصف الليل والقضاء التام على القدرات النووية الإيرانية»
ذكرت «سي إن إن» أن تقييمًا استخباراتيًا أوليًا خلص إلى أن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي لم تُدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل على الأرجح أعادت إحياءه بضعة أشهر فقط، بينما رفضت الإدارة الأمريكية هذا التقييم، وأكدت وكالة المخابرات المركزية لاحقًا أن لديها أدلة على أن البرنامج النووي الإيراني قد تضرر بشدة.
ورغم الاستخدام المكثف لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي «ثاد» خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا لمساعدة في صد هجوم طهران الشهر الماضي، فإن العشرات من الصواريخ الإيرانية أصابت إسرائيل.
ما هو نظام «ثاد»
وفقًا لـ «سي إن إن»، فإن ثاد هو نظام متنقل قادر على اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى داخل الغلاف الجوي وخارجه خلال مرحلتها الأخيرة من الإطلاق.
تشغل كل بطارية 95 جنديًا أمريكيًا، مُسلّحة بـ6 قاذفات و48 صاروخًا اعتراضيًا، وتُصنع شركة لوكهيد مارتن هذه الصواريخ الاعتراضية، وتبلغ تكلفتها حوالي 12.7 مليون دولار أمريكي، وفقًا لميزانية وكالة الدفاع الصاروخي لعام 2025.
وعلى الصعيد ذاته، تخطط الولايات المتحدة لشراء 37 منظومة اعتراضية من طراز ثاد العام المقبل، وفقًا لتقديرات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026، بتمويل جزئي من أحدث إضافة إلى ما يُسمى «مشروع القانون الضخم والجميل» الذي اقترحه الرئيس دونالد ترامب.
وصرح مسؤول دفاعي بأن ميزانية 2026 تعطي الأولوية لتمويل القاعدة الصناعية الدفاعية، وهي أصل استراتيجي أساسي يوفر ويدعم تكنولوجيا جيشنا ومعداته وإمداداته.
تشمل الميزانية 1.3 مليار دولار إضافية لتحسينات سلسلة التوريد الصناعية، و2.5 مليار دولار إضافية لتوسيع إنتاج الصواريخ والذخائر، حسبما أفاد المسؤول، الذي نقلت عنه «سي إن إن».
لكن الخبراء ومسؤولي الدفاع السابقين يحذرون من أن الإمدادات تحتاج إلى زيادة كبيرة للتعامل مع العجز.
من جانبه، قال خبير في الدفاع الصاروخي يتابع إنفاق الحكومة الأمريكية: «من المهم أن ندرك أن مستوى الالتزام ومستوى الإنفاق هنا في الدفاع عن إسرائيل أمر مهم»
ذكرت الصحيفة أن التقارير المتعلقة بنفقات نظام ثاد مثيرة للقلق، فهذا ليس من الأمور التي تستطيع الولايات المتحدة تحملها باستمرار.
إلى ذلك، صرح ضابط متقاعد كبير في الجيش الأمريكي لـ«سي إن إن»، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن القوات الأمريكية في إسرائيل المشاركة في المجهود الحربي استخدمت حوالي 25% من إجمالي مخزون نظام ثاد، مؤكدًا أن وزارة الدفاع تدرس مستويات مخزون زمن الحرب من الذخائر الأساسية، وتسعى لزيادة الطاقة الإنتاجية السنوية بشكل كبير، وهو جهد طال انتظاره.
التعليقات