
تستأنف المحادثات بين كبار المسؤولين الاقتصاديين من أمريكا والصين في ستوكهولم، حيث يسعى الجانبان إلى تجاوز الخلافات الاقتصادية التي أثرت على العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم لفترة طويلة.
في يوم الإثنين، يهدف الطرفان خلال المفاوضات إلى تمديد الهدنة التجارية لمدة ثلاثة أشهر، والتي أوقفت فرض الرسوم الجمركية المرتفعة، كما تواجه الصين موعدًا نهائيًا في 12 أغسطس/آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن تم التوصل إلى اتفاقات أولية في مايو ويونيو لإنهاء تبادل فرض الرسوم الجمركية ووقف تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر لأسابيع.
ممكن يعجبك: سعر عيار 18 من الذهب في قطر اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 هو 266.25 ريال.
إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد تتعرض سلاسل التوريد العالمية لاضطرابات جديدة مع عودة الرسوم الأمريكية إلى مستويات مرتفعة، مما قد يؤدي إلى حظر للتجارة الثنائية.
تأتي محادثات ستوكهولم بعد أكبر اتفاق تجاري أبرمه ترامب مع الاتحاد الأوروبي، والذي فرض رسومًا جمركية بنسبة 15 بالمئة على معظم صادرات التكتل إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك السيارات، كما ستقوم الكتلة الأوروبية بشراء ما قيمته 750 مليار دولار من الطاقة الأمريكية، مع ضخ استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار في السنوات المقبلة.
رغم عدم توقع انفراجة كبيرة في المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن المحللين في مجال التجارة يرون أن هناك احتمالًا للاتفاق على تمديد آخر لمدة 90 يومًا للهدنة المتعلقة بالرسوم الجمركية وضوابط التصدير التي تم التوصل إليها في منتصف مايو.
سيساهم هذا التمديد في تجنب المزيد من التصعيد، مما يسهل التخطيط لاجتماع محتمل بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر.
أحجم متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية عن التعليق على تقرير من صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، والذي ذكر أن الجانبين سيمتنعان لمدة 90 يومًا عن فرض رسوم جديدة أو اتخاذ خطوات تؤدي إلى تصعيد الحرب التجارية.
تستعد إدارة ترامب لفرض رسوم جديدة على قطاعات معينة ستؤثر على الصين في غضون أسابيع، بما في ذلك رسوم على أشباه الموصلات والأدوية ورافعات الحاويات وغيرها من المنتجات.
قال ترامب للصحفيين قبل إبرام الاتفاق مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين “نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق مع الصين، توصلنا إلى اتفاق إلى حد ما، لكننا سنرى كيف ستسير الأمور”.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الولايات المتحدة أوقفت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، وذلك لتجنب تعطيل المحادثات التجارية ودعم جهود ترامب لترتيب اجتماع مع شي هذا العام.
وأفادت الصحيفة بأن مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأمريكية، الذي يشرف على ضوابط التصدير، تلقى تعليمات بتجنب اتخاذ خطوات صارمة ضد الصين.
نقاط خلاف أكبر
تركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن على خفض الرسوم الجمركية المضادة واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة، وكذلك رقائق إتش20 للذكاء الاصطناعي، التي توقفت بسبب الإجراءات المتبادلة بين البلدين.
حتى الآن، لم تتطرق المحادثات إلى قضايا اقتصادية أوسع، مثل شكاوى الولايات المتحدة من أن نموذج الصين الاقتصادي يغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة، وكذلك شكاوى بكين من ضوابط الأمن القومي الأمريكي التي تعيق نموها.
قال سكوت كنيدي، الخبير في الاقتصاد الصيني، إن المحادثات السابقة كانت مجرد محاولة لإعادة العلاقة إلى مسارها الصحيح، تمهيدًا للتفاوض الفعلي حول القضايا الجوهرية التي تثير الخلاف بين البلدين.
أضاف كنيدي أن تمديدًا آخر لمدة 90 يومًا يبدو هو النتيجة الأكثر ترجيحًا.
وأشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى أهمية تمديد الموعد النهائي، حيث يسعى إلى إعادة التوازن للاقتصاد الصيني بعيدًا عن الصادرات والتركيز على زيادة الاستهلاك المحلي، وهو هدف تسعى إليه السياسة الأمريكية منذ عقود.
من نفس التصنيف: وزير المالية يلتقي المؤثرين على السوشيال ميديا ويكشف عن مسار جديد للإصلاح الضريبي
يقول المحللون إن المفاوضات بين أمريكا والصين أكثر تعقيدًا بكثير مقارنة بالمحادثات مع الدول الآسيوية الأخرى، وستحتاج إلى وقت أطول، حيث أثبتت سيطرة الصين على السوق العالمية للمعادن الأرضية النادرة أنها نقطة ضغط فعالة على الصناعات الأمريكية.
قال ترامب إنه سيتخذ قرارًا قريبًا بشأن زيارة تاريخية إلى الصين، ومن المحتمل أن تؤدي أي تصعيد جديد في الحرب التجارية إلى عرقلة ذلك.
يتوقع المحللون أن تطلب الصين تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية التي تصل إلى 55 بالمئة على معظم السلع، وتخفيف ضوابط التصدير الأمريكية على التكنولوجيا المتقدمة، حيث تشير بكين إلى أن هذه المشتريات ستساعد في تقليل العجز التجاري الأمريكي معها، والذي بلغ 295.5 مليار دولار في عام 2024.
التعليقات