
كشف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن تفاصيل جديدة تتعلق بوقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، حيث أكد أن القرار جاء بعد مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي وموافقة المرشد الإيراني، علي خامنئي.
ونقلت وكالة «مهر» عن عراقجي قوله، إنه في اليوم الثامن أو التاسع من الحرب، اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قرارًا استراتيجيًا يقضي بقبول وقف إطلاق النار غير المشروط في حال تقدم العدو بطلب رسمي، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء من موقع قوة وليس ضعف، حيث أثبتت إيران أنها كانت في موقف الدفاع وليس الهجوم.
مواضيع مشابهة: الكرملين: بوتين مفتوح لمناقشة المقترح الأخير من زيلينسكي
وأضاف أنه بناءً على هذا القرار، ونظرًا لأن إيران كانت تدافع عن نفسها فقط ولم تكن في موقع المعتدي، كان وقف إطلاق النار غير المشروط منطقيًا ومعقولًا، مشددًا على أن جميع قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي تحتاج لموافقة قائد الثورة لتدخل حيز التنفيذ، وهذا القرار حصل على الموافقة وكان جاهزًا للإبلاغ به.
وتابع: «تلقينا اتصالات تفيد بأن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار، وبعد تلقي هذا الطلب من عدة دول، أجريتُ بصفتي وزير الخارجية مشاورات مع قائد الحرس الثوري وسائر المؤسسات المعنية للتأكد من توافق الوضع مع القرار المذكور، وبعد التأكد النهائي، تم الإعلان أن إيران مستعدة لوقف الحرب بشرط أن يوقف الطرف الآخر هجماته».
وتحدث عراقجي عن استشهاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قائلاً: «في اليوم الذي اغتيل فيه الشهيد هنية، كان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان قد أدى القسم لتوه، ولم تكن التشكيلة الوزارية قد اكتملت بعد، وكنتُ أحد المرشحين لتولي حقيبة الخارجية، وفي ذلك اليوم، عقد قائد الثورة اجتماعًا، وهو أمر معتاد في الأزمات، وكنتُ مدعواً مع أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي والرئيس».
وأضاف: «لقد اتفق الجميع على ضرورة الرد، لكن كان هناك خلاف بين السياسيين والعسكريين حول توقيت وكيفية الرد، والسبب الرئيسي لهذا التردد جاء من جانب العسكريين، الذين رأوا أن الهجوم يجب أن يتم حين نكون واثقين من قدرتنا على الدفاع بعده».
وتابع: «كان هناك اختلاف في الرأي بين القادة العسكريين والسياسيين بشأن توقيت وطريقة الهجوم، وتقرر في الاجتماع أن يتم الاستعداد للدفاع جيداً قبل تنفيذ أي عملية هجومية».
وفي رده على سؤال حول الاستعدادات الإيرانية للحرب خلال العام الماضي، قال عراقجي، إن القوات المسلحة الإيرانية كانت في حالة تأهب قتالي، والحكومة كانت مستعدة للحرب، بعد اغتيال الشهيد هنية، وعملية الوعد الصادق 2، وسقوط سوريا، وانتخاب ترامب، اقتربنا ثلاث مرات على الأقل من حافة الحرب، وكانت الحكومة والقوات المسلحة الإيرانية على أتم الجاهزية، نجحت الدبلوماسية في خلق نوع من الردع الإقليمي منع اندلاع حرب شاملة، حيث توقع الجميع أن الحرب الأخيرة ستبدأ بعد الوعد الصادق 2، والإسرائيليون أرسلوا رسائل بأن ردهم سيكون مؤلمًا.
وتابع: «قمتُ بـ17 جولة إقليمية بهدف إتاحة الفرصة للدبلوماسية لمنع الحرب، حيث إن الدبلوماسية دائمًا خيار أقل تكلفة ومخاطر لتحقيق الأهداف، أوصلتُ الرسالة إلى جميع الدول: إذا اندلعت حرب بين إيران وإسرائيل، فلن تبقى محصورة بين البلدين، ليس لأننا نريد مهاجمة دول أخرى، ولكن لأننا مضطرون لذلك، وأكمل حديثه قائلاً: إسرائيل تسعى بكل قوتها لجر الولايات المتحدة إلى الحرب، وفي حال دخلت أمريكا المعركة، فإن صواريخنا لن تصل إلى أراضيها، لكن قلت لبعض قادة المنطقة مع الأسف توجد قواعد أمريكية كافية في أراضيكم، وسنضطر لاستهدافها».
اقرأ كمان: إسرائيل تعلن عن توسيع الهجوم في غزة وسط تصاعد الأوضاع الأمنية
وأشار عراقجي إلى محاولة لاغتياله، قائلاً: «لم تصلني اتصالات مباشرة من الكيان الصهيوني، لكن أثناء الحرب، تم زرع قنبلة مقابل منزلنا، واستُهدِف المنزل المقابل، وتم القبض على المنفذين، وتابع: «عدة مرات، حلّقت طائرات مسيرة فوقنا خلال رحلاتنا إلى تركيا»، واختتم قائلاً: «العدو طلب وقف إطلاق النار، ونحن من وجه الضربة الأخيرة».
التعليقات