
أشار رجل الأعمال أحمد جمال خضر، عضو غرفة اتحاد الصناعات، إلى أن الصناعات المغذية تُعتبر شريان الحياة في مصر، حيث تشكل الركيزة الأساسية لنجاح وتطوير أي صناعة، وذلك لأنها تدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في جميع المنتجات وتمثل المكونات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
وفي تصريحات صحفية اليوم، أكد خضر على أهمية دعم الاستثمار في الصناعات المتخصصة، مشيدًا باهتمام الدولة والقيادة السياسية بتعميق الصناعة المحلية في المرحلة الحالية.
مقال مقترح: سعر اليورو مقابل الجنيه المصري في البنوك اليوم السبت 19 أبريل 2025
وأوضح أن وجود صناعات مغذية قوية يسهم في دعم الصناعة المحلية وتلبية احتياجاتها، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية الكبرى، التي تبحث دائمًا عن بيئة صناعية متكاملة توفر لها احتياجاتها من المكونات وقطع الغيار.
وأضاف خضر أن مصر تمتلك فرصًا كبيرة لنمو الصناعات المغذية، حيث حدد خمسة محاور أساسية لتنمية هذه الصناعات في البلاد.
وأشار خضر إلى أن المحور الأول يتضمن ضرورة إنشاء مجمعات صناعية نموذجية في القرى والمناطق التي تتميز بوجود حرفيين وصناعات يدوية، بدلاً من حصرها في أطراف المدن الكبرى.
مواضيع مشابهة: بناءً على تقرير البنك الأهلي.. أسعار الدولار والعملات الأجنبية ليوم السبت 19 – 4 – 2025
وأوضح أن هذا النهج يضمن بقاء العمالة بالقرب من أماكن إقامتهم، ويوفر بيئة عمل منظمة ومناسبة، مما يسهل عليهم التوسع والنمو، مشيرًا إلى نجاح المجمعات الصناعية وتجارب دول مثل الصين وتركيا في إنشاء تجمعات صناعية متخصصة.
وأكد خضر أن المحور الثاني يتمثل في أهمية التأهيل والتدريب، حيث يُعد مفتاحًا لنقل هذه الصناعات إلى مستويات أعلى، مشددًا على الدور الهام لغرفة الصناعات الهندسية في تأهيل وتدريب أصحاب الورش والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، لرفع مستوى جودتهم واحترافيتهم، وتشجيعهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث وقعت الغرفة مؤخرًا بروتوكول تعاون مع مركز تحديث الصناعة لتأهيل 600 شركة، وتخصيص 10 ملايين جنيه لدعم هذا التوجه.
وشدد خضر على أن المحور الثالث يتضمن ضرورة إعادة تفعيل مبادرات التمويل الميسر، مثل مبادرة الـ 5% التي أحدثت طفرة إيجابية في القطاع الصناعي، مطالبًا بأهمية توحيد سعر الفائدة لجميع الصناع بعائد منخفض.
وأشار إلى أن المحور الرابع يتطلب توفير حزمة حوافز تشجيعية تشمل حوافز ضريبية وتأمينية وإجرائية، لدعم نمو الصناعات المغذية، خاصةً للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج إلى مساندة خاصة لتجاوز التحديات المالية التي قد تواجهها في البداية.
وأكد أن وجود صناعات مغذية قوية ومتكاملة يمثل عامل جذب رئيسي للاستثمارات الأجنبية الضخمة في مختلف الصناعات، بما في ذلك صناعة السيارات، موضحًا أن المستثمرين العالميين يبحثون عن بيئة توفر لهم المكونات وقطع الغيار محليًا، بدلاً من استيراد كل شيء، مما يقلل من التكلفة ويزيد من الكفاءة، ويحقق الاكتفاء الذاتي في العديد من الصناعات.
كما أكد خضر أن المحور الخامس يتعلق بتطوير البنية التحتية الداعمة للصناعات المغذية، لتكون معتمدة بشكل كبير على الابتكار والتكنولوجيا، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لتطويرها، حيث إن القطاعات الإنتاجية المختلفة تحتاج إلى وجود صناعات مغذية ومكونات ومستلزمات متخصصة في مجالات مثل الخراطة، والـ CNC، وتصنيع الضفائر المعدنية، وقطع الغيار، وطلاء السيارات وغيرها.
وأكد أن العمل على تحقيق هذه المحاور وتنفيذها بشكل متكامل سيساهم في تحقيق نهضة صناعية حقيقية في مصر، وتعزيز قدرتها على المنافسة محليًا وعالميًا.
التعليقات