تصاعد القصف المتبادل بين كمبوديا وتايلاند وأثره على المنطقة

تواصلت الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا أمس الأحد لليوم الرابع على التوالي، رغم الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، حيث وافق الجانبان على التوجه إلى ماليزيا لإجراء مباحثات اليوم الاثنين بهدف إنهاء العمليات العسكرية
وأفادت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مايلي سوشياتا، بأن تايلاند هاجمت معبدين متنازع عليهما في شمال غرب البلاد صباحاً بالتوقيت المحلي، وأكدت أن بانكوك قامت بأعمال عدائية ومنسقة، معبرة عن استنكارها للأكاذيب التي استخدمها الجيش التايلاندي لتبرير ما وصفته بـ«الغزو غير القانوني»
في المقابل، ذكرت وزارة الخارجية التايلاندية أن الجيش الكمبودي أطلق نيران مدفعية ثقيلة مستهدفاً منازل مدنيين في مقاطعة سورين، مشيرة إلى أن أي وقف للأعمال القتالية لن يكون ممكنًا طالما تواصل كمبوديا انتهاك القوانين الإنسانية الأساسية، كما اتهم الجيش التايلاندي كمبوديا باستخدام أسلحة بعيدة المدى خلال الاشتباكات
في الأيام الأخيرة، شهدت المناطق الساحلية بين الدولتين على خليج تايلاند، اشتباكات عنيفة، مما أدى إلى تدهور العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين اللتين تجمعهما روابط ثقافية واقتصادية عميقة، إلى أدنى مستوياتها منذ عقود
نتيجة لهذه الاشتباكات، قُتل 20 شخصًا من الجانب التايلاندي، بينهم ثمانية عسكريين، بينما أفادت كمبوديا بمقتل 13 شخصًا، بينهم خمسة عسكريين، كما تم إجلاء أكثر من 138 ألف تايلاندي من المناطق ذات المخاطر المرتفعة، بالإضافة إلى أكثر من 80 ألف شخص من الجانب الكمبودي وفقًا لما ذكرته السلطات
على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت تايلاند مساء أمس الأحد أن رئيس الوزراء بالوكالة بومتام ويشاياشاي سيتوجه اليوم الاثنين إلى ماليزيا، حيث من المتوقع أن يلتقي بنظيره الكمبودي هون مانيت، في خطوة تهدف إلى الاستماع إلى جميع المقترحات وإعادة السلام، وفقًا لبيان مكتب رئيس الوزراء التايلاندي
كما أعلنت تايلاند قبل يومين أنها توافق من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار مع كمبوديا وبدء حوار ثنائي، بينما أشار رئيس وزراء كمبوديا إلى موافقته على اقتراح لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودون شروط
في السياق الأمريكي، أعلنت وزارة الخارجية أن الوزير ماركو روبيو تحدث مع نظيريه في كمبوديا وتايلاند، مطالباً بتهدئة التوترات، وأكد استعداده للمساعدة في المحادثات، كما أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه تحدث مع الزعيمين الكمبودي والتايلاندي، حيث اتفقا على الاجتماع من أجل التوصل السريع إلى وقف لإطلاق النار
وفي تصريح للوزير الماليزي محمد حسن، ذكر أن تايلاند وكمبوديا وافقتا على أن تلعب بلاده دور الوسيط في النزاع الحدودي، مضيفًا أنه تم الترتيب لوصول رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه والقائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي بومتام ويتشاياتشاي إلى ماليزيا مساء اليوم الاثنين، وأكد الوزير أنه تحدث مع نظيريه واتفقوا على عدم تدخل أي دولة أخرى في القضية.