الاتفاق التجاري بين أمريكا وأوروبا.. نحو تحقيق التوازن الاقتصادي المستدام

تم تحديثه الإثنين 2025/7/28 12:18 ص بتوقيت أبوظبي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والذي يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم الواردات القادمة من دول الاتحاد، ويأتي هذا الاتفاق في إطار جهود تقليص العجز التجاري وتحقيق توازن اقتصادي بين الطرفين.

خلال لقائه مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في اسكتلندا، أوضح ترامب أن هذا الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة، ويهدف إلى معالجة العجز التجاري الأمريكي الذي بلغ 235.6 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي في عام 2024، وكشف عن استثناء المنتجات الدوائية وبعض المعدات الطبية والطائرات من الرسوم.

وأكد ترامب أن الرسوم التي كانت متوقعة بنسبة 30% قد تم تخفيضها إلى 15%، ومن المقرر أن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في أغسطس/آب المقبل، ومن جانبها، عبّرت فون دير لاين عن ارتياح الاتحاد الأوروبي لهذا الاتفاق، مشيرة إلى أنه يحقق توازنًا مرضيًا للطرفين، حيث يعفي بعض المنتجات الاستراتيجية مثل الطائرات من الرسوم، ويضمن للاتحاد الأوروبي شراء كميات كبيرة من الطاقة الأمريكية لتعويض المصادر الروسية.

أعربت فون دير لاين عن نية الاتحاد الأوروبي زيادة مشترياته من المعدات العسكرية الأمريكية، مع استعدادهم لاتخاذ تدابير تجارية احتياطية إذا لزم الأمر.

أفضل شيء يمكن الحصول عليه

دافعت رئيسة المفوضية الأوروبية عن الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه “أفضل شيء كان يمكن الحصول عليه”، وأكدت على أهمية عدم التقليل من شأنه في ظل التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على التكتل.

وأوضحت فون دير لاين أن الاتفاق ينص على فرض رسوم أساسية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية المصدرة إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك السيارات وأشباه الموصلات والمنتجات الدوائية، بينما لن تُفرض أي رسوم على بعض المنتجات الاستراتيجية مثل الطائرات وقطع غيارها وبعض المواد الكيماوية وعدد من الأدوية، لكن لم يُتخذ قرار بعد بشأن الرسوم الجمركية على النبيذ والمشروبات الروحية.

وعند سؤاله عن رأيها في ما إذا كانت نسبة 15% تعتبر صفقة جيدة لمصنعي السيارات الأوروبيين، قالت فون دير لاين للصحفيين “15% ليست بالأمر الهيّن، لكنها أفضل شيء كان يمكن الحصول عليه”، وأكدت أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بشراء غاز طبيعي مسال ووقود نووي من الولايات المتحدة بقيمة 750 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الغاز الطبيعي المسال الروسي الذي يدخل عبر الأبواب الخلفية.

وكانت المفوضية الأوروبية قد اقترحت إنهاء واردات الغاز الروسي تمامًا بحلول أول يناير/كانون الثاني 2028، وأضافت فون دير لاين قبل مغادرتها اسكتلندا أن “الاتفاق الذي أُبرم اليوم يوفر اليقين في أوقات يسودها عدم اليقين، ويمنح الاستقرار والقدرة على التنبؤ بالتطورات المستقبلية”.

تفادي تصعيد غير ضروري

من جانبه، رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس باتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، معتبرًا أنه “يجنب تصعيدًا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي”، وأشار إلى أنهم تمكنوا من الحفاظ على مصالحهم الأساسية، رغم أنه كان يأمل في رؤية المزيد من التسهيلات في التجارة عبر الأطلسي، حيث تُعتبر الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لألمانيا.

وأضاف ميرتس أن هذا الاتفاق يساعد في تجنب نزاع تجاري كان من شأنه أن يؤثر بشدة على الاقتصاد الألماني، معربًا عن ارتياحه بشكل خاص لقطاع صناعة السيارات، حيث سيتم خفض الرسوم الجمركية الحالية البالغة 27.5% إلى النصف تقريبًا، لتصبح 15%، وتابع زعيم أكبر اقتصاد في أوروبا أن الخفض السريع للرسوم الجمركية في هذا المجال يكتسب أهمية قصوى.

بالإضافة إلى قطاع السيارات، الذي يعد ركيزة أساسية للصناعة الألمانية، فإن قطاعي الكيماويات والآلات يعتمدون بشكل خاص على الصادرات إلى الولايات المتحدة، وأعرب المستشار المحافظ عن دعمه الكامل للمفاوضات التي ستبدأ الآن بشأن تفاصيل الاتفاق.

في رد فعل منفصل، قال وزير المالية الألماني لارس كلينغبايل إن التوصل إلى حل تفاوضي مع واشنطن “أمر جيد كخطوة أولى”، وأضاف أنهم سيقومون الآن بتقييم نتائج المفاوضات وأثرها على الاقتصاد والتوظيف في ألمانيا.