مدينة حيفا الإسرائيلية.. الميناء البحري الأكبر ومصفاة النفط الاستراتيجية التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية

في الساعات الأخيرة، شهدنا تطورًا ملحوظًا تمثل في ضربة دقيقة نفذت ضمن عملية «الوعد الصادق 3»، وذلك ردًا على قصف إسرائيلي سابق استهدف قيادات عسكرية ومواقع نووية داخل الأراضي الإيرانية.

لماذا تستهدف إيران مدينة حيفا؟

1- تعتبر مصفاة حيفا، الواقعة في المنطقة الصناعية الشرقية لمدينة حيفا بشمال إسرائيل، واحدة من أكبر منشآت تكرير النفط في البلاد، تديرها شركة «بازان غروب»، حيث تنتج ما يصل إلى 10 ملايين طن من النفط الخام سنويًا، أي حوالي 200 ألف برميل يوميًا، تلعب هذه المصفاة دورًا حيويًا في تأمين الطاقة لإسرائيل، كما تصدر جزءًا كبيرًا من منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية.

2- تحتوي المصفاة على بنية تحتية متطورة تشمل وحدات للتكسير الهيدروجيني والمعالجة الكيميائية، بالإضافة إلى شبكة أنابيب تربطها بموانئ ومراكز توزيع في مختلف أنحاء البلاد، وتنتج مجموعة متنوعة من المنتجات مثل البنزين، الديزل، وقود الطائرات، وزيوت التشحيم، والبتروكيماويات، لذا تُعتبر المصفاة ركيزة أساسية في قطاع الطاقة الإسرائيلي وأحد أعمدته الاقتصادية.

3- تتمتع مدينة حيفا بمكانة استراتيجية بارزة، حيث تحتضن أكبر ميناء بحري في البلاد، الذي يعد بوابة رئيسية لحركة التجارة البحرية، إذ تمر عبره نحو 35% من واردات وصادرات إسرائيل، وعلاوة على بنيتها التجارية، يحتوي ميناء حيفا على منشآت لوجستية ومرافق تابعة للبحرية الإسرائيلية، مما يجعله هدفًا ذا بعدين اقتصادي وعسكري.

4- تشتهر المدينة بتركيزها الصناعي، حيث تضم مصانع كبرى للبتروكيماويات، ومنشآت طاقة، ومرافق لتوليد الكهرباء، مما يعزز من أهميتها الاستراتيجية كعقدة صناعية لا غنى عنها.

5- تقع حيفا في شمال إسرائيل، قريبة من الحدود اللبنانية، وبالتالي فهي ضمن مدى صواريخ حزب الله، الذي يُعتبر الحليف الأقرب لإيران.

6- تُعد حيفا رمزًا من رموز الاقتصاد في إسرائيل، وهي ميناء مهم على البحر المتوسط.

7- استهداف حيفا يُعتبر ضربة لإضعاف الروح المعنوية، خاصة وأنها تضم خليطًا من السكان اليهود والعرب.

ذكرت شركة «أمبري» البريطانية المتخصصة في الأمن البحري أن البنية التحتية في ميناء حيفا تعرضت لأضرار بفعل القصف الصاروخي، وأكدت رصد حرائق كثيفة في محيط محطة الطاقة، بينما أعلنت سلطات الاحتلال فشل أنظمة الدفاع الجوي في اعتراض ما لا يقل عن عشرة صواريخ سقطت على مدينتي تل أبيب وحيفا، وأفادت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية باندلاع حريق في محطة كهرباء حيفا نتيجة الهجوم الصاروخي.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية إصابة 4 أشخاص في حيفا واثنين آخرين جنوب إسرائيل، حيث قالت: «إصابة 4 أشخاص وتضرر مبنيين نتيجة سقوط صاروخ إيراني على حيفا»

من جهته، أشار مصدر إلى أن الهجمات الأخيرة نجحت في تعطيل أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات، باستخدام تقنيات وأساليب عسكرية حديثة، ونشرت وكالة «فارس» الإيرانية مقطعًا مصورًا يُظهر لحظة إطلاق الصواريخ وسقوطها على المنشآت المستهدفة.

جاءت هذه الهجمات الإيرانية بعد أيام من تصعيد إسرائيلي واسع، شهد تنفيذ عشرات الغارات الجوية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ على مواقع داخل إيران، شملت منشآت نووية في نطنز وأصفهان، ومقار حكومية في طهران، ومطار مشهد شرق البلاد، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، بينهم عدد من قادة الحرس الثوري.

اطلع أيضًا: