إيران تُحدث دمارًا في إسرائيل بعد أعلى حصيلة قتلى نتيجة إطلاق «الحاج قاسم»

أعلنت إيران أنها ستقوم بهجوم ثانٍ سيكون أكثر شدة وقوة من السابق، متوعدة إسرائيل بأنها ستقضي ليلة طويلة، وقد تجلى ذلك في الدمار الواسع الذي حل بدولة الاحتلال، خاصة في منطقة «بات يام»، حيث كانت الصورة مشابهة لما خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

[.

عشرات المنازل والمباني تضررت جراء تركز سقوط الصواريخ الإيرانية في مدينة بات يام، وتقديرات تشير إلى وجود نحو 35 مفقودًا في موقع سقوط الصاروخ الإيراني في بات يام.

إصابة صاروخ إيراني بشكل مباشر للمبنى الشاهق في بات يام أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين، وهي الحصيلة الأعلى منذ بدء التصعيد بين الطرفين، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 200 آخرين، كما تضررت العديد من المباني المحيطة بالمبنى الذي تعرض للإصابة المباشرة.

أما بشأن قوة السلاح المستخدم في الضربة، فقد نقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، اليوم الأحد، عن مصدر مطلع قوله إن بعض الصواريخ التي قصفت تل أبيب فجر اليوم مزودة برؤوس حربية تصل إلى 1.5 طن، وهي شديدة الانفجار، مشيرًا إلى أن الحرس الثوري الإيراني استخدم في الجولة الجديدة من الرد صاروخ «الحاج قاسم» الباليستي التكتيكي الموجه والمزود بالوقود الصلب.

ماهي قدرات الصاروخ؟

الصاروخ يحمل اسم قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، وحدة العمليات الخاصة في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، والذي اغتيل في هجوم أمريكي بالعراق خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى.

بحسب الإعلام الإيراني الرسمي، فإن الصاروخ الباليستي قادر على تجاوز الدفاعات مثل نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي «ثاد»، الذي تم نشره في إسرائيل، بالإضافة إلى دفاعات صواريخ «باتريوت» وغيرها من الأنظمة المستخدمة في إسرائيل.

يعمل الصاروخ بالوقود الصلب، ويبلغ مداه 1200 كيلومتر، ومجهز برأس حربي قابل للمناورة يمكنه اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي، كما أنه مزود بنظام ملاحة متطور يمكّنه من إصابة الأهداف بدقة والتصدي للحرب الإلكترونية.

وصف مسؤولون في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، صباح اليوم، الحادث بأنه غير مسبوق، حيث قالوا: «المشاهد معقدة، لقد أنقذنا المحاصرين أحياءً تحت الأنقاض أثناء اقتحامنا المباني والأبواب».

وفيما يتعلق بالصاروخ الذي أصاب المبنى، ذكروا أن «ما أُطلق حتى الآن هو ذخائر كبيرة وثقيلة، محملة بمئات الكيلوجرامات من المتفجرات، تُفجر منازل خاصة، ويشير حجم الدمار إلى أن هذه كانت إصابة مباشرة لبات يام».

.

بات يام في تل أبيب!اللهُمَّ اشدُدْ عليهم وطأتكَ، وأَرِنا فيهم بأسكَ، اللهُمَّ اجعلها عليهم سِنِيًّا كَسِني يوسف، اللهُمَّ سلّطْ عليهم البرَّ والفاجر من عبادك! اللهُمَّ اشفِ صدورنا، وأشهدنا زوالهم!

.

— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi).

صدمة من الهجوم غير المسبوق

قال زفيكا بروت، رئيس بلدية بات يام، في موقع انفجار الصاروخ إن «61 مبنى تضرر، ويمكن القول إن 6 إلى 7 منها قد دُمرت بالفعل لعدم إمكانية ترميمها، ومن المحتمل أن يرتفع العدد ليصبح عددًا كبيرًا لاحقًا، وهذا أمر غير مسبوق بالنسبة لعدد المباني التي سنضطر إلى تدميرها نتيجة اصطدام واحد».

استعرض بروت الدمار الذي حل بالمنطقة، حيث ذكر: «حتى قبل وصول معظم فرق الإنقاذ إلى موقع الحادث، كان الطريق هنا مليئًا بقضبان حديدية، وكان الغبار يغطي جميع السيارات، وكان الناس ممددين على الطريق، إنها صورٌ ذكّرتنا حقًا بالكارثة المزدوجة».

من جانبها، قالت ميرا فيلدمان، التي يسكن والدها البالغ من العمر 80 عامًا في مبنى قريب من موقع الحادث، لموقع Ynet: «أعيش على بُعد بضعة مبانٍ، ركضتُ إلى هنا في حالة هستيرية، فقد دُمر المنزل بالكامل، وحاولتُ على الأقل إفساح المجال لوالدي للذهاب إلى الحمام، سقطت جميع النوافذ، وبلاط الحمام أيضًا».

بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، بذلت الشرطة جهودًا حثيثة طوال الليل لعزل موقع الحادث، حيث تشرلتقديرات إلى أن مئات من سكان بات يام تُركوا دون حلول سكنية.

صرح قائد إدارة إطفاء منطقة دان، الضابط أورين شيشيتسكي، لموقع الصحيفة: «ظاهريًا، يبدو أن الصاروخ أصاب الجزء العلوي من المبنى وشطره من أعلى إلى أسفل، مخلفًا دمار هائل في موقع الحادث، كما لحقت أضرار بالمباني المجاورة».