كيف يؤثر الهواء الساخن على رطوبة الأرض ويزيد من تفاقم مشكلة الجفاف العالمي؟ اكتشافات جديدة تكشف التفاصيل

كشفت دراسة علمية حديثة عن ظاهرة مقلقة تهدد كوكب الأرض، مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث أصبح الغلاف الجوي يمتص كميات متزايدة من الرطوبة من التربة والأنهار والمحاصيل، حتى في المناطق التي لم تنخفض فيها معدلات الأمطار.

هذا ما يعرفه العلماء بـ«الطلب التبخيري الجوي»، والذي يفاقم الجفاف بنسبة تصل إلى 40% عالميًا منذ ثمانينات القرن الماضي، مما ينذر بتحديات بيئية وزراعية غير مسبوقة، فكيف يمكن أن يتحول الهواء الساخن إلى «لص» يسرق رطوبة الأرض، وما الذي يمكننا فعله لمواجهة هذا التهديد المتزايد؟

الدراسة الحديثة التي نشرتها مجلة سايتك «Scitechdaily» أوضحت أنه مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض، أصبح الهواء يسحب كميات أكبر من الرطوبة من الأرض، مما يؤدي إلى جفاف التربة والأنهار والمحاصيل والغابات، حتى في المناطق التي لم تتغير فيها معدلات هطول الأمطار.

وأشارت الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها على فيسبوك إلى أن السبب في ذلك هو أن الهواء الساخن قادر على حمل كميات أكبر من بخار الماء مقارنة بالهواء البارد، وهذا هو السبب نفسه الذي يجعل شعرك يجف أسرع في حمام دافئ بعد الاستحمام، ولماذا تشهد المناطق الاستوائية أمطارًا غزيرة بينما تفقد الصحارى رطوبتها بسرعة.

وقد اكتشف العلماء الآن أن هذا المبدأ الفيزيائي البسيط له تأثير عالمي قوي، حيث يسمى هذا التأثير «الطلب التبخيري الجوي» أي مقدار الماء الذي يسعى الغلاف الجوي لسحبه من اليابسة.

وقام علماء من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا وجامعة أوكسفورد بتحليل بيانات عالمية تمتد لأكثر من قرن، وأظهرت نتائجهم أن المسألة لا تتعلق فقط بكمية الأمطار التي تهطل، بل بكمية الماء التي يطالب بها الغلاف الجوي الدافئ مقابل ذلك.

وأوضح العلماء أنه لم يعد يكفي الاعتماد فقط على توقعات الأمطار، بل نحتاج أيضًا إلى مراقبة كيف يستمر عالم أكثر حرارة في تجفيف كوكب الأرض.