استمتع بمشاهدة البدر المتألق يضيء السماء الليلة

تشهد سماء العالم العربي مساء اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 ظهور القمر في طور البدر المكتمل، حيث سيزين السماء طوال الليل في مشهد فلكي رائع لعشاق التصوير والمراقبة بالعين المجردة.

ووفقاً للجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها على فيسبوك، فإنه بسبب حدوث هذا البدر قرب الانقلاب الصيفي في 21 يونيو، سيتبع القمر مساراً مائلاً ومنخفضاً نحو الجنوب في السماء، وهذا المسار يشبه بشكل كبير مسار شمس ديسمبر، وتعتبر هذه ظاهرة دورية تحدث كل عام عندما يكتمل القمر بدراً قرب موعد الانقلاب الصيفي.

وعند شروق القمر من الأفق الجنوبي الشرقي، يظهر أكبر حجماً للعين المجردة، وهو ما يُعرف بـ “وهم القمر”، حيث تخدع الدماغ الأجسام القريبة مثل المباني أو الأشجار، فيبدو القمر أضخم مما هو عليه في الواقع.

أما لونه الأحمر أو البرتقالي عند الشروق أو الغروب، فيعود إلى تبعثر الضوء في الغلاف الجوي، حيث تتشتت الجزيئات الدقيقة الأطوال الموجية القصيرة مثل الأزرق والبنفسجي، بينما تبقى الأطوال الطويلة مثل الأحمر والبرتقالي، وهو نفس السبب وراء لون شمس الغروب.

وأوضحت الجمعية أنه سيكون أيضاً مقترناً بالنجم الأحمر اللامع “قلب العقرب”، وهو ألمع نجوم كوكبة العقرب، حيث سيظهر هذا النجم بجوار القمر بلون برتقالي مائل إلى الحمرة، مما يجعل المشهد أكثر جاذبية وروعة، ويمنح فرصة مثالية للتصوير والتأمل.

وأشارت إلى أنه رغم أن القمر سيظهر اليوم مضاءً بالكامل تقريباً، إلا أن اللحظة الفلكية الدقيقة لاكتمال البدر تحدث صباح الأربعاء 11 يونيو الساعة 10:43 صباحاً بتوقيت مكة (07:43 صباحاً بتوقيت غرينتش)، عندما يشكل القمر زاوية 180° مع الشمس، ويكون بذلك قد أكمل نصف مداره حول الأرض

وفي ليلة الأربعاء والخميس، رغم أن القمر سيظل ساطعاً، إلا أنه يبدأ فعلياً بالتناقص، وإن لم يكن هذا ملحوظاً بالعين المجردة في البداية، مما يعلن بداية النصف الثاني من الشهر القمري.

ولفتت الجمعية إلى أن هذا التوقيت يعد مثالياً لرصد الفوهات المشعة على سطح القمر باستخدام منظار أو تلسكوب صغير، وتظهر هذه الفوهات كمناطق ساطعة تمتد إشعاعاتها مئات الكيلومترات من مركز الفوهة، ومن أبرزها فوهة “تيخو” الواقعة في النصف الجنوبي للقمر، والتي تُعتبر من أكثر الفوهات سطوعاً وحداثة جيولوجياً.

وتعتبر ليلة البدر فرصة ذهبية لهواة التصوير الفلكي، خاصة عند شروق القمر منخفضاً قرب الأفق، حيث يبدو أكثر سحراً بفعل المنظور الأرضي، كما تعد الإضاءة الطبيعية للقمر في ذروة نوره مناسبة لتجربة التصوير الليلي للمواقع الطبيعية والمعمارية.

وخلال الليالي التالية، سيتأخر شروق القمر يومياً بحوالي ساعة، ويبدأ في التناقص التدريجي، وبعد نحو أسبوع يصل إلى مرحلة التربيع الأخير، ويُشاهد حينها في سماء الفجر والصباح الباكر.