أحداث مشتعلة بين روسيا وأوكرانيا قبل ساعات من المفاوضات.. تعرف على التفاصيل!

تبادل الجانبان الروسي والأوكراني، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، أقوى الضربات العسكرية منذ عدة أشهر، وذلك قبل ساعات قليلة من بدء الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين وفدي البلدين في مدينة إسطنبول التركية.

هجوم أوكراني واسع

أعلنت أوكرانيا عن تنفيذ هجوم جوي منسّق و”غير مسبوق” استهدف قواعد جوية روسية في عمق آلاف الكيلومترات داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك منطقة سيبيريا.

وأكدت كييف أنها دمرت أكثر من 40 طائرة عسكرية استراتيجية خلال الهجوم الذي أطلق عليه اسم “شبكة العنكبوت”، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بطائرات أخرى، وذلك وفق تصريحات مسؤولين أوكرانيين.

استهدفت العملية خمس مقاطعات روسية، منها إيركوتسك ومورمانسك وإيفانوفو ووريازان، مستخدمة طائرات مسيّرة أُطلقت من شاحنات تم إخفاؤها بعناية في محيط القواعد العسكرية، في تكتيك جديد كشفت عنه تقارير صحفية وأكدته صور مسرّبة.

متابعو الموقع يشاهدون:

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العملية بأنها “الأبعد مدى منذ بدء الحرب”، مشيرًا إلى أن التخطيط لها استغرق أكثر من عام ونصف، وأنها تمت بنجاح دون أي خسائر بين المنفذين الذين انسحبوا بسلام من الأراضي الروسية.

رد روسي عنيف

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها صدّت هجومًا بطائرات مسيّرة شمل أكثر من 162 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال ليلة واحدة، واعتبرت أن كييف “تحاول التغطية على فشل هجومها المضاد الذي أُعلن عنه صيف 2023”.

وأفادت الوزارة بإسقاط 57 مسيرة في مقاطعة كورسك و31 في بيلغورود، مؤكدة أن الهجمات استهدفت منشآت مدنية في محاولة “لبثّ الرعب في صفوف المواطنين”.

كما أكدت السلطات المحلية في كورسك وفورونيج أن حطام الطائرات المسيّرة تسبب في حرائق وأضرار في المناطق السكنية، مما أدى إلى قطع خطوط الكهرباء وتعطيل جزئي للطريق السريع M4 بين وروستوف دون وقوع إصابات.

في تطور موازٍ، قُتل خمسة مدنيين على الأقل في قصف روسي استهدف مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، وخصوصًا مدينة زاباروجيا، حيث أفاد حاكم المنطقة بمقتل ثلاث نساء ورجل وإصابة تسعة آخرين.

كما أدى هجوم على منطقة سومي إلى إصابة ستة أشخاص، بينهم طفلان.

محادثات إسطنبول

قبل التصعيد العسكري، كان من المقرر أن يعقد اليوم الإثنين لقاء جديد بين وفدي روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، ضمن الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة منذ بدء الحرب في فبراير 2022.

يرأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، بينما يضم الوفد الأوكراني مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع والمخابرات، حيث أكدوا أنهم سيقدمون “خارطة طريق” للتوصل إلى حل سلمي دائم.

تشمل أبرز مطالب أوكرانيا في هذه الوثيقة:

• عدم الاعتراف بأي سيادة روسية على الأراضي الأوكرانية المحتلة
• عدم فرض قيود على القوة العسكرية الأوكرانية
• مطالبة روسيا بتعويضات مالية عن الدمار والخسائر

أما الوفد الروسي، فقد أشار إلى أنه تلقى بالفعل الوثيقة الأوكرانية وسيرد عليها خلال لقاء اليوم، مؤكدًا تمسك موسكو بمبدأ “المفاوضات والعمليات العسكرية في آن واحد”، وفقًا لتصريحات ميدينسكي.

من المنتظر أن يحضر الاجتماع ممثلون عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، على الرغم من أن مستوى التمثيل لم يُعلن بشكل رسمي.

في حين حذر البيت الأبيض من أن “الصبر الأمريكي لن يدوم” إذا استمرت الأطراف في رفض الحلول الدبلوماسية.

موقف بوتين

كان فلاديمير بوتين قد اقترح لأول مرة فكرة عقد محادثات مباشرة مع أوكرانيا، استجابة لضغوط دولية متزايدة، بعد أن طالبت كييف وعدة عواصم أوروبية بضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما قوبل حينها برفض من الكرملين.

صرّح بوتين أن موسكو ستقوم أولًا بصياغة مسودة مذكرة تتضمن الخطوط العريضة لشروطها المقترحة لاتفاق سلام شامل، قبل الدخول في أي نقاش فعلي بشأن وقف إطلاق النار.

في سياق متصل، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب طرفي النزاع إلى إحلال السلام، لكن دعوته لم تلق استجابة عملية حتى الآن.

تجدر الإشارة إلى أن الجولة الأولى من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا التي عُقدت في 16 مايو الماضي، أسفرت عن أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بدء النزاع.

ومع ذلك، لم تُفضِ المحادثات إلى أي تقدم حقيقي على صعيد وقف إطلاق النار، حيث اكتفى الطرفان حينها بتقديم مواقف تفاوضية أولية دون توافقات ملموسة.