مفاوضات الدوحة حول غزة تواجه جمودًا.. الوسطاء يسعون لإيجاد حل جديد

تستمر المفاوضات في الدوحة حول الوضع في قطاع غزة، حيث لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس في ملف تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ويعود ذلك إلى تمسك الطرفين بمواقفهما، وقد أفادت مصادر مطلعة أن المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، يواجه صعوبة في “كسر الجمود” بعد أن ترك زمام المبادرة، مشيرة إلى أنه أبلغ الوسطاء بأن واشنطن ليست في صدد إجبار إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة، في ظل إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رفض هذا الخيار، في الوقت الذي دعت فيه عائلات الرهائن نتنياهو إلى عدم تفويت “فرصة تاريخية”، بينما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيسعى لحل أزمة غزة، مشيراً إلى أن العديد من سكان القطاع يعانون من الجوع، كما أدان مجلس أوروبا ما وصفه بـ”المجاعة المتعمدة” في غزة.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن ويتكوف حاول إيجاد مخرج من هذا المأزق من خلال اقتراح صفقة صغيرة تقضي بالإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار يمتد من شهر إلى شهر ونصف، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، حيث تصر حركة حماس على ضرورة وقف الحرب، وأفادت التقارير الواردة إلى تل أبيب بأن “المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود”، في الوقت الذي لا تزال فيه الوفود تنتظر قرار نتنياهو بشأن إعادة الفريق الإسرائيلي المفاوض.
بحسب مصادر إسرائيلية، فإن ويتكوف “رفع يديه” وترك لإسرائيل حرية اتخاذ القرار، حيث أشار أحد المصادر إلى أنه “لا يوجد أي تقدم في المحادثات ولا توجد أي مؤشرات إيجابية، حماس ترفض الصفقة المؤقتة، ويبدو أن إسرائيل تتجه لتوسيع الاجتياح خلال الأيام المقبلة، وقد تحدث تغييرات في اللحظة الأخيرة”، وذكر موقع أكسيوس أن المحادثات الأخيرة في الدوحة تعتبر الأسوأ على الإطلاق ولم يتم تحقيق أي شيء خلالها.
من جانبه، قال ترامب: “لا أعرف إذا كان نتنياهو قادراً على التوقيع على صفقة رهائن وسنكتشف ذلك قريباً جداً”، وأضاف: “الرهائن ليسوا في وضع جيد، وبعضهم في وضع أفضل من الآخرين، والأمر يعتمد على المكان الذي هم فيه”، وأكد أنه “سنعمل مع الإسرائيليين من أجل إخراج الرهائن”.
تابع ترامب بالقول: “نحن نراقب الوضع في غزة ويجب أن نتعامل معه، هناك الكثير من الأمور السيئة التي تحدث هناك”، لكنه أبدى تفاؤله بقوله: “أعتقد أن أموراً جيدة ستحدث في غزة خلال الشهر المقبل”، ورغم عدم إعلانه موقفاً واضحاً بشأن دعم خطط نتنياهو لتوسيع الحرب، شدد ترامب على أهمية الأزمة الإنسانية في القطاع، قائلاً: “علينا أن نساعد الفلسطينيين أيضاً، هناك الكثير من الناس يتضورون جوعاً في غزة، وعلينا أن ننظر إلى الجانبين، لكننا سنقوم بعمل جيد”.
وفي السياق، قال منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة: “إن نتنياهو يفوّت فرصة تاريخية للإفراج عنهم”، وشدّدت العائلات في بيان على أن “تفويت هذه الفرصة التاريخية سيكون فشلاً مدوياً يوصم بالعار إلى الأبد”.
من جهة أخرى، أدان مجلس أوروبا، ما وصفه بـ”المجاعة المتعمدة” المفروضة في غزة، مشيراً إلى أن السياسة الإسرائيلية تؤدي إلى “زرع بذور حماس المقبلة” في القطاع المدمّر نتيجة حرب مستمرة منذ أكثر من 19 شهراً، وقالت دورا باكويانيس، المقرّرة المعنية بشؤون الشرق الأوسط في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا: “آن الأوان لاستخلاص العبر الأخلاقية من معاملة الفلسطينيين”. (وكالات)