تمويلات ميسرة بقيمة 70 مليار جنيه من البنك الدولي لبرنامج تكافل وكرامة لتعزيز الدعم الاجتماعي في مصر

يعتبر برنامج “تكافل وكرامة” مثالًا يحتذى به في الابتكار والشراكات الدولية الناجحة، التي دعمت الدولة في تعزيز جهود الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تسعى الدولة بالتوازي مع برامج الإصلاح الاقتصادي إلى تنفيذ مجموعة من المبادرات الاجتماعية، التي تهدف إلى تخفيف الأثر الناتج عن هذه الإجراءات على الفئات الأقل دخلًا في المجتمع.

وأشار تقرير وزارة التعاون الدولي إلى أنه منذ بدء تطبيق البرنامج في عام 2015، استطاعت مصر من خلال جهود الدبلوماسية الاقتصادية، جمع تمويلات تنموية ميسرة من البنك الدولي تبلغ حوالي 1.4 مليار دولار، ما يعادل 70 مليار جنيه، وذلك لتحقيق الاستدامة في جهود الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى توفير الدعم الفني من الخبراء التابعين للبنك، الذين ساهموا في بناء قدرات الموظفين الحكوميين المعنيين بتنفيذ البرنامج، ورقمنة عمليات صرف الدعم النقدي عبر بطاقات “ميزة”، إلى جانب تطوير آليات المتابعة والتقييم، كما قدمت المملكة المتحدة منحة لمشروع تعزيز القدرات المؤسسية والبشرية بوزارة التضامن الاجتماعي، مما يعزز فعالية برامج الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى إطلاق برنامج “وعي” بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، لمكافحة عمالة الأطفال.

وأضاف التقرير أن تلك الجهود الوطنية المشتركة أسهمت في الوصول إلى أكثر من 4.6 مليون أسرة مستفيدة على مستوى الجمهورية، وحوالي 17 مليون مستفيد مباشر وغير مباشر، حيث إن 51% من الأسر المشمولة بمظلة برنامج تكافل تلتزم بالشروط الصحية، المتمثلة في القيام بثلاث زيارات للوحدة الصحية سنويًا، و63% من الأسر تتبع شروط التعليم، حيث تحقق معدل مواظبة على الدراسة بنسبة 80%، بينما يحصل 100% من المستفيدين على المبالغ النقدية عبر الوسائل الإلكترونية.

وأكد التقرير أن هذه المؤشرات تعكس التأثير المجتمعي الواسع لبرنامج “تكافل وكرامة”، ودوره في تحسين مستوى معيشة المواطنين المستفيدين، وتحفيزهم على الاستمرار في التعليم والحصول على خدمات الرعاية الصحية، وليس ذلك فحسب، بل يمثل البرنامج نموذجًا للتكامل مع المبادرات والبرامج الأخرى، مثل المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، حيث يساهم البرنامج في دعم الأسرة الأولى بالرعاية ضمن هذه المبادرة، كما يحتل تمكين المرأة مكانة بارزة في هذا البرنامج، إذ تشكل النساء الغالبية العظمى من حاملي بطاقات “تكافل وكرامة” بنسبة 75%.