اتفاق ائتلاف جديد يمهد الطريق لحكومة ألمانيا بعد 4 سنوات من الانتظار

برلين – أ ف ب
تم الإعلان في برلين اليوم الاثنين عن توقيع اتفاق ائتلاف حكومي بين المحافظين بقيادة المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس، والحزب الاشتراكي الديموقراطي من يسار الوسط، مما يمهد الطريق للإعلان الرسمي عن الحكومة الجديدة يوم الثلاثاء، وذلك عقب انتخابات تشريعية شهدت تحولاً سياسياً كبيراً في البلاد.

خارطة طريق لأربع سنوات من التحديات

يُعتبر الاتفاق المبرم بمثابة خارطة طريق للسنوات الأربع المقبلة في أكبر اقتصاد أوروبي، حيث يحدد أولويات السلطة التنفيذية الجديدة، في وقت تمر فيه البلاد بتحديات اقتصادية وجيوسياسية متصاعدة، أبرزها إنعاش الاقتصاد الراكد منذ عامين، التصدي لصعود اليمين المتطرف، وتعزيز الدفاع الأوروبي في ظل التراجع الأمريكي الاستراتيجي.

ميرتس: «حكومة إصلاح واستثمار من اليوم الأول»

قال فريدريش ميرتس، زعيم الحزب الديموقراطي المسيحي، في تصريح قبيل توقيع الاتفاق: «إذا انتُخبت غداً، ستكون لديكم حكومة مصمّمة على دفع ألمانيا إلى الأمام من خلال إصلاحات واستثمارات.. حكومة تسعى لتكون موثوقة منذ اليوم الأول»
ووقّع الاتفاقية إلى جانبه كل من رئيسي الحزب الاشتراكي الديموقراطي لارس كلينغبل وساسكيا إيسكن، وماركوس سودر رئيس الحزب البافاري الحليف

دعوات للوحدة في وجه التحديات الداخلية والخارجية

أشار ميرتس إلى أن «البلاد تمر بفترة من التغيير العميق والاضطرابات الكبرى»، مؤكداً أن «قيادة هذا الائتلاف نحو النجاح تمثل واجباً تاريخياً»
من جهته، شدد لارس كلينغبيل، نائب المستشار ووزير المالية المرتقب، على ضرورة «العمل الجماعي الحقيقي»، مؤكداً أن «أفضل ما يمكن فعله في ديموقراطية هو بناء جسور لا هدمها».

انتخابات مرتقبة ويمين متطرف يترقب الفشل

يأتي تشكيل الحكومة الجديدة في وقت يراهن فيه حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف على فشل الائتلاف، ويأمل بتحقيق مكاسب كبرى في الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة عام 2029
وسيُنتخب ميرتس رسمياً مستشاراً في البوندستاغ يوم الثلاثاء، بعد فوزه في الانتخابات التي جرت في 23 فبراير والتي أسفرت عن هزيمة ثقيلة لحكومة أولاف شولتس السابقة.

بقاء بيستوريوس على رأس وزارة الدفاع

أعلن الحزب الاشتراكي الديموقراطي أن بوريس بيستوريوس سيحتفظ بمنصب وزير الدفاع في الحكومة الجديدة، ويُنتظر منه قيادة جهود إعادة بناء القوات المسلحة وتعزيز دعم أوكرانيا، لا سيما في ظل التحديات الأمنية التي تواجه أوروبا منذ الغزو الروسي قبل ثلاث سنوات.