عودة التيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال بعد انقطاع شديد أثر على الحياة اليومية

شهدت إسبانيا والبرتغال عودة التيار الكهربائي، اليوم الثلاثاء، بعد انقطاع واسع النطاق أثر على المطارات ووسائل النقل العامة، مما عطل العمليات في المستشفيات وأثر على ملايين الأشخاص في كلا البلدين وجزء من جنوب فرنسا، حيث يُعتبر انقطاع الكهرباء بهذا الحجم نادرًا جدًا في أوروبا.

استعادت إسبانيا والبرتغال التيار الكهربائي، لكن لم يتضح السبب الدقيق للانقطاع، حيث أشارت البرتغال إلى أن المشكلة بدأت في إسبانيا، بينما ألمحت إسبانيا إلى حدوث انفصال في الشبكة مع فرنسا.

في إسبانيا، بدأت الكهرباء بالعودة إلى إقليم الباسك وبرشلونة، وكذلك إلى أجزاء من العاصمة مدريد مساء يوم الاثنين، وأعلنت شركة ريد إلكتريكا الإسبانية، المشغلة لشبكة الكهرباء، اليوم الثلاثاء، أنها تمكنت من استعادة التيار الكهربائي إلى حوالي 90% من أراضي البر الرئيسي للبلاد.

عادت الكهرباء تدريجيًا إلى مختلف البلديات في البرتغال، بما في ذلك مركز مدينة لشبونة، وأعلنت شركة «آر إي إن» أن 85 من أصل 89 محطة فرعية قد عادت للعمل.

صرح رئيس الوزراء البرتغالي، لويس مونتينيجرو، بأنه «لا يوجد ما يشير» إلى أن هجومًا إلكترونيًا هو السبب وراء انقطاع الكهرباء الذي بدأ حوالي الساعة 10:33 بتوقيت جرينتش، وفقًا لما ذكرته التقارير الإعلامية

في ذات الوقت، انتشرت شائعات حول احتمال حدوث عمل تخريبي، حيث أشار رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى أنه تحدث مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته.

أضاف سانشيز أن إسبانيا تعرضت لفقدان 15 جيجاوات من توليد الكهرباء في خمس ثوانٍ، وهو ما يعادل 60% من الطلب على مستوى البلاد، موضحًا أن الخبراء يعملون على تحديد سبب هذا الانخفاض المفاجئ.

قال سانشيز: «هذا أمر لم يحدث من قبل»

من جانبه، ذكر عضو مجلس إدارة شركة «آر إي إن» البرتغالية، جواو كونسيساو، أن الشركة لم تستبعد احتمال حدوث «تذبذب كبير في الجهد الكهربائي، بدأ في إسبانيا، ثم انتقل إلى البرتغال».

أضاف كونسيساو: «قد يكون هناك ألف سبب وسبب، ومن السابق لأوانه تقييم السبب»

أشارت شركة «آر إي إي» الإسبانية إلى أن انقطاع الاتصال بشبكة الكهرباء مع فرنسا أدى إلى تأثير غير مباشر.

قال مسؤول: «تجاوز حجم انقطاع الكهرباء قدرة الأنظمة الأوروبية على التعامل معه، مما تسبب في انقطاع الشبكتين الإسبانية والفرنسية، وبالتالي انهيار النظام الكهربائي الإسباني»، وفقًا لما ذكرته التقارير الإعلامية

أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية حالة الطوارئ الوطنية، ونشرت 30 ألف شرطي للحفاظ على النظام، بينما عقدت حكومتا البلدين اجتماعات طارئة لمواجهة الأزمة.

تعرضت أجزاء من فرنسا أيضًا لانقطاع قصير في التيار، حيث قالت شركة «آر تي إي»، مشغل الشبكة الفرنسية، إنها تحركت لتزويد بعض أجزاء من شمال إسبانيا بالطاقة بعد حدوث الانقطاع.

أوقفت مستشفيات في مدريد جميع أعمالها الطبية الروتينية، لكنها استمرت في استقبال المرضى ذوي الحالات الحرجة باستخدام مولدات كهربائية احتياطية، بينما أُغلقت العديد من مصافي النفط وبعض متاجر التجزئة.

أفادت الشرطة البرتغالية بأن إشارات المرور تأثرت في جميع أنحاء البلاد، وتوقفت قطارات الأنفاق في لشبونة، وكذلك توقفت القطارات.

يُعتبر انقطاع التيار الكهربائي بهذا الحجم نادر الحدوث في أوروبا، ففي عام 2003، تسببت مشكلة في أحد خطوط الطاقة الكهرومائية بين إيطاليا وسويسرا في انقطاع كبير للتيار الكهربائي في أنحاء شبه الجزيرة الإيطالية لمدة تقارب 12 ساعة.