اختبارات التوجيه والإرشاد المهني لطلاب الإعدادية والثانوية في صيف 2025: كل ما تحتاج معرفته!

أثار إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن اختبارات التوجيه والإرشاد الدراسي، والمقرر تنفيذها خلال صيف 2025 لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، حالة واسعة من الجدل في الأوساط التعليمية.

يأتي هذا في إطار جهود الوزارة لتوجيه الطلاب نحو المسار الدراسي الأمثل وفقًا لقدراتهم وميولهم، بالإضافة إلى تطوير اختبارات محلية لمحاكاة الاختبارات الدولية مثل (TIMSS وPISA)، بهدف تأهيل الطلاب للمنافسة على المستوى العالمي، وقد جاء ذلك خلال لقاء وزير التربية والتعليم والتعليم الفني مع الدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم برئاسة مجلس الوزراء.

ما هي اختبارات التوجيه والإرشاد الدراسي التي تطبق على طلاب الإعدادية والثانوية؟

أوضحت الدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم برئاسة مجلس الوزراء، أن الاختبارات الجديدة ستكون إلكترونية واسترشادية فقط، مما يعني أنها غير ملزمة، وتهدف إلى تقديم مؤشرات للطلاب وأولياء الأمور حول أنسب مسار تعليمي لكل طالب وفقًا لقدراته واهتماماته، فعلى سبيل المثال، الطالب الذي ينهي المرحلة الثانوية سيخضع للاختبار ليتم تحديد التخصصات الجامعية الأنسب له.

وأكدت الدكتورة رشا في تصريحات خاصة لـ بوابة مولانا، أن هذه الآلية تعتمد على أسلوب علمي حديث يهدف إلى دعم الأسر المصرية في اختيار أفضل مسار دراسي لأبنائهم، بما يضمن تحقيق النجاح والتفوق المستقبلي.

دمج مقررات سيسكو الرقمية في المدارس الثانوية

تطرق اللقاء الذي جمع وزير التربية والتعليم مع الدكتورة رشا شرف أيضًا إلى بحث تطبيق مقررات «سيسكو Cisco» للمهارات الرقمية في الشبكات والأمن السيبراني، موضحة أن هذه المبادرة تهدف إلى تدريب طلاب المدارس الثانوية بمختلف أنواعها على المهارات التكنولوجية الحديثة، مع منحهم شهادات دولية معتمدة تؤهلهم للعمل في مجالات الشبكات والأمن السيبراني، وتسعى الوزارة لتطبيق البرنامج على نحو 700 ألف طالب خلال المرحلة المقبلة.

ملاحظات تربوية حول آلية تنفيذ اختبارات التوجيه والإرشاد

قدم الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوي بجامعة القاهرة، عدة ملاحظات نقدية بشأن تطبيق اختبارات التوجيه الجديدة، عبر منشور له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي، «فيسبوك»، أوضح فيه ما يلي.

• اختبارات القدرات والتوجيه الدراسي لطلاب الثانوية تعد من اختصاص المجلس الأعلى للجامعات وليس وزارة التعليم.

• في المرحلة الإعدادية، لن تحقق الاختبارات فائدة حقيقية إذا كانت تحصيلية فقط، أما إذا صممت لقياس القدرات والميول بشكل علمي فستكون مفيدة ضمن نظام المسارات الجديد.

• دعا حجازي إلى تطوير أنظمة التقويم والامتحانات الأساسية بدلًا من تشتيت الجهود في مهام خارج اختصاص الوزارة.

• شدد على ضرورة أن تكون هذه الاختبارات إجبارية في حال اعتمادها، لضمان توجيه الطلاب بشكل صحيح بعيدًا عن إهدار الوقت والموارد.

• أوصى بأن يتولى إعداد هذه الاختبارات أساتذة علم النفس والتقويم التربوي، بالإضافة إلى متخصصين من كليات القطاعات المختلفة لضمان قياس المهارات والقدرات المطلوبة بدقة.

أهمية تطبيق اختبارات التوجيه والإرشاد الدراسي للطلاب

في السياق ذاته، أكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ التقويم التربوي بجامعة عين شمس، عبر منشور رسمي، أن إطلاق اختبارات التوجيه الدراسي تأخر كثيرًا، وأن هذه الخطوة تتماشى مع المعايير العلمية العالمية.

وأوضح أن هذه الاختبارات ضرورية للأسباب التالية.

• كثير من الطلاب وأولياء الأمور يعانون من الحيرة والقلق عند اختيار نوع التعليم أو التخصص المناسب بعد الإعدادية والثانوية.

• تنوع أنماط التعليم حاليًا بين (تعليم فني، تكنولوجي، تجريبي، عام، ستيم، بكالوريا) يزيد من صعوبة اتخاذ القرار.

• بدون اختبار القدرات والميول، قد يختار الطلاب مسارًا دراسيًا لا يتناسب مع قدراتهم مما يعرضهم للفشل.

• الاختبار يساعد في توجيه الطالب للمسار الذي ينسجم مع ميوله، مما يزيد من فرص النجاح وتقليل الهدر في الوقت والمجهود.

تحديات متوقعة أمام تطبيق اختبارات التوجيه الدراسي

توجد عدة تساؤلات مطروحة حول آلية تنفيذ هذه الاختبارات، أبرزها.

• كيفية التطبيق: هل سيكون إلكترونيًا أم ورقيًا

• التكلفة المالية المطلوبة لتطبيق الاختبارات على نطاق واسع.

• الجهة المسؤولة عن إعداد وتنفيذ هذه الاختبارات: هل الوزارة أم مراكز البحوث أم كليات التربية

• مدى تأثير مجموع الدرجات التقليدي للطلاب على قراراتهم، خاصة أن شريحة منهم قد لا تملك رفاهية اختيار المسار بناءً على الميول فقط.

• هل ستكون هذه الاختبارات مجانية أم ستفرض رسومًا.

• أهمية تعديل المسمى المقترح للاختبارات إلى «التوجيه والإرشاد الأكاديمي» بدلًا من «التوجيه المهني»، لأن القرار متعلق باختيار المسار الدراسي، بينما التوجيه المهني عادة يحدث بعد التخرج الجامعي.